"إن الأمم المتحدة هي أملنا الأكبر في عالم سلميٍّ وحر."
- رالف بانش. [1]
"أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوقٍ متساوية، وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح." [2]
هذا ما تهدف الأمم المتحدة إلى تحقيقه وفقاً لميثاقها الموقع في عام 1945 في فرانسيسكو. ذلك بعد الحرب العالمية الثانية التي خلفت أثاراً مدمرة على أغلب دول العالم. وبعد فشل منظمة عصبة الأمم المؤسسة في عام 1920 في تحقيق أهدافها من حفظ الأمن والسلام الدوليين بسبب قيام الحرب العالمية الثانية. كان لا بد من وجود منظمةٍ عالميةٍ تسعى إلى تحقيق السلم والأمن الدوليين وحل النزاعات بطرق سلمية والحفاظ على كرامة وحقوق الإنسان في جميع دول العالم فكانت منظمة الأمم المتحدة.
تأسيس الأمم المتحدة جاء بعد عدة اتفاقياتٍ ومؤتمراتٍ بين دول العالم الكبرى والدول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية. بدءاً من ميثاق الأطلسي عام 1941 الذي أكد على تأسيس تنظيمٍ دوليٍّ مهمته حفظ السلم والأمن الدوليين.
بعدها اتفاقية موسكو عام 1943 التي حضرها ممثلون عن الاتحاد السوفيتي، بريطانيا، الصين وأمريكا ودعت هذه الاتفاقية إلى تأسيس تنظيمٍ دوليٍّ يحق لبقية الدول الأخرى الانضمام له.
ثم مؤتمر واشنطن عام 1944 الذي تم التأكيد فيه على بنية الأمم المتحدة وأهدافها وأجهزتها وتشكيلها.ي النهاية كان مؤتمر سان فرانسيسكو في 24 تشرين الأول عام 1945. الذي حضره ممثلون عن 50 دولة وقاموا بوضع ميثاق الأمم المتحدة والتوقيع عليه.
ومن الممكن تلخيص أهداف ميثاق الأمم المتحدة بالتالي:
تتكون منظمة الأمم المتحدة من مجموعة الأجهزة الأساسية وهي:
بالإضافة إلى عدد من المنظمات التابعة إلى المتحدة مثل: منظمة العمل الدولية، ومنظمة الأغذية والزراعة، منظمة الصحة العالمية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين. إذ توجد العديد من هذه المنظمات التي تعمل في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم. [3]
سعت الأمم المتحدة منذ تأسيسها إلى المساواة بين الجنسين من خلال المادة رقم 1 و2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. إذ تنص المواد على أن جميع الأشخاص أحرارٌ ومتساوون في الحقوق والواجبات والكرامة دون تمييزٍ في العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو اللغة أو الميلاد أو غيرها من عوامل التمييز. ثم اعتمدت الأمم المتحدة عام 1979 اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
أقيم أول مؤتمر عالمي يعنى بالمرأة عام 1975 في مكسيكو سيتي وتبعته عدة مؤتمراتٍ من أجل تقييم وضع المرأة ووضع خططٍ عالميةٍ من أجل النهوض بها. وفي عام 2010 أنشأت الجمعية العامة "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" بهدف تسريع عملية المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. [4]
أما عن العنف ضد المرأة فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلاناً بشأن القضاء على العنف ضد المرأة في عام 1993. أكدت فيه أن العنف ضد المرأة يمثل عقبةً أمام تحقيق السلم والمساواة وهو اختراقٌ لحقوق الإنسان والحريات الأساسية ويعوق امتلاك المرأة لتلك الحقوق. عرّفت الجمعية العامة في هذا الإعلان العنف ضد المرأة على أنه "أيّ فعلٍ عنيفٍ تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أذى ومعاناة للمرأة".
أكدت على ضرورة امتلاك المرأة لكافة حقوقها والمساواة مع الرجل في كافة المجالات وضرورة إدانة جميع الدول العنف ضد المرأة وسن قوانينَ تمنع هذا الموضوع. بالإضافة إلى ضرورة التعاون بين جميع منظمات الأمم المتحدة مع جميع الدول في السعي على القضاء على هذا الموضوع. [5]
في عام 1947 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يوم 24 تشرين الأول من كل عام هو يوم الأمم المتحدة. في عام 1971 أوصت الجمعية العامة الدول الأعضاء بالاحتفال بهذا اليوم بهدف تذكير الشعوب حول العالم بأهداف الأمم المتحدة من حفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز العلاقات الودية والتأكيد على المساواة بين جميع الأفراد باختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم. [6]
ويجدر الإشارة إلى أن مبادرة Uplifting Syrian Women تسعى منذ تأسيسها على نشر ثقافة السلام وتقبل الاختلاف والمساواة بين جميع الأفراد والاحتفال بالأيام العالمية. وقد قدمت المبادرة وما زالت تقدم الكثير من الورشات والتدريبات التي تساعد العديد من الأشخاص السوريين باختلاف جنسهم ودينهم على تطوير حياتهم. وتنادي قيم المبادرة بضرورة المساواة بين جميع فئات المجتمع السوري والقضاء على التمييز والعنف ضد المرأة لما له من انعكاساتٍ وتأثيراتٍ على المجتمع السوري.
اقرأ أيضاً: يوم الأغذية العالمي.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] Brainy Quote
[2] UNFPA
[3] Mawdoo3
[4] UN
[5] UNESCWA
[6] Sana