في حصاد السنة الثانية لمبادرة Uplifting Syrian Women ومع وصول خدماتنا لأكثر من 1000 مستفيدة ومستفيد، نتوقف قليلاً لنفتخر بخطواتنا المميزة وأثرها علينا. ونراها لَبِنات تمهّد طريقنا نحو تحقيق أهدافنا. إنّ ما يجعل الحصاد مهماً هو تقدير جهود متطوعينا الذي وصل عددهم إلى أكثر من مئة متطوعٍ ومتطوعة، عملوا ويعملون في سبيل تحقيق الخير.
قدّمت المبادرة على مدار اثني عشر شهراً أكثر من خمسين تدريباً، هدفت هذه التدريبات إلى رفد المستفيدات في المجال الذي تغطيه الدورة (أو الكورس) بمعلومات قد تكون أساسية أو تمضي بهم إلى المستوى المتوسط أو حتى المتقدّم. شملت هذه الكورسات مجالات مختلفة وكانت تخدم حاجات فعلية في مجتمعنا. تتنوع هذه التدريبات بين البرمجة وكورسات اللغات الأجنبية والبرامج الهندسية وبرامج التصميم والمنح الدراسية وامتحانات اللغة (مثل IELTS). إضافةً إلى المجالات الحديثة مثل الذكاء الصنعي أو صناعة البودكاست.
لا ينتهي التدريب عند انتهاء تقديمه، إذ نحرص بعد هذه التدريبات على أخذ آراء المستفيدات لنتمكن من خلالها من تقييم الخدمة ككل، ولطالما كانت الآراء إيجابية مع التأكيد على كمية الاستفادة المُحققة من خلالها وهذا ما يدفعنا إلى المضي قدماً في سعينا.
قدمت المبادرة كذلك ورشات مختلفة وصل عددها إلى 20 ورشة تقريباً، على اعتبارها طريقة مريحة ومختصرة للحصول على معلومات في مجالات عملية؛ مثل جمع البيانات والعمل الحر وكتابة الإيميلات وكتابة السيرة الذاتية وغيرها الكثير.
في مطلع السنة الماضية تقريباً أطلقنا موقعنا الخاص بالمبادرة لتوثيق ما ننجزه وتسهيل وصول خدماتنا ومقالاتنا لجمهورنا المُستهدَف. بجهودٍ ناعمة تدفعها قوة كبيرة -وهي قوة التعاون- نشرنا على مدار السنة الماضية ما يقارب مئة مقال، وكان ذلك نتاج جهود فرقنا من كتّاب المحتوى والمترجمين والمصمّمين. شملت هذه المقالات جوانب عديدة: قضايا اجتماعية، قضايا الصحة النفسية، كما احتفلنا بالأيام العالمية من خلال حروفنا لتذكيركم بها أو تعريفكم عليها، كما تضمّنت أهداف التنمية المستدامة.
ولا ننسى أنّ مبادرة الإرتقاء بالمرأة السورية داعمة بكل ما استطاعت، لذا شاركناكم قصص النجاح لأكثر من عشر شابات أزهرن فعلاً حيثما وُجِدنَ، لتأكيد دعمنا لهنّ ونشر طاقة التغيير والتأثير الإيجابي بين الأفراد.
في جانبٍ آخر، أطلقت المبادرة ثلاث حملات في السنة الماضية؛ أولها حملة "السلام خيارنا"، وهي الحملة الأساسية للمبادرة لكونها تسعى إلى تحقيق سلام مستدام في سوريا انطلاقاً من دعم المرأة. تضمنت الحملة مسابقة وتمّ نشر عمل الرابح فيها مع لمحة عنه على صفحة المبادرة.
الحملة الثانية كانت تذكيراً ونشراً للوعي خلال شهر "أكتوبر الوردي" للوصول فعلاً إلى عادات صحية جديدة في إطار شهر التوعية بسرطان الثدي. أمّا الأخيرة فكانت "مناهضة العنف ضد المرأة" تزامناً مع ال16 يوم لدعم المرأة ومناصرتها.
وإيماناً من مباردة الارتقاء بالمرأة السورية بالشراكات والتعاونات، شاركت مبادرتنا مع فريق سند التنموي في حملة عن أهمية التعلم الذاتي في محافظتي دمشق وحلب. بالإضافة إلى حضور مؤتمر Global Share ودعم المباردة لقصص أفراد وجماعات آمنت بهم وبطاقاتهم وبأهدافهم.
إيماناً منا بقدسية التعاون وأهمية ما ينتج عنه، وأن لكل منا لمسة فريدة يمكنه تقديمها بأثر مختلف عقدت مبادرة Uplifting Syrian Women العديد من التعاونات مع جهات فاعلة في مجال التعليم لإيصال قيمة حقيقية وذات فائدة للمستفيدين ومنها:
هذه التعاونات ساعدت المبادرة بالمضي قدماً في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تؤمن بها والتي تعمل جاهدة لتحقيقها.
ختاماً، نفتخر بحقيقة أنّه تمّت ملاحظة الجهد الجبّار المبذول خلف الكواليس وتمّ تكريمه من خلال حصول المبادرة على جائزة "المبادرة الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وتُمنَح هذه الجائزة كتقدير للمبادرة التي ساعدت في تعزيز التنوع وتحقيق التكافؤ بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. حيث قامت لجنة التحكيم بتقييم تأثير المشروع، وقابلية التوسع وقابلية إعادة إنتاج المبادرة، بالإضافة إلى أصالة ووضوح عرض المشروع. وتأتي هذه الجائزة كحصيلة إيمان حقيقي بالقدرة على الاستمرار وتحقيق المستحيل، والنهوض بالمرأة السورية والمجتمع السوري بعد سنوات الحرب المريرة.
ما كانت هذه الأرقام ولا هذا الوصول ليتحقق لولا تعاون أفراد المبادرة وإيمانهم الحقيقي والعميق بأهدافها. ولا يسعنا إلّا أن نشكركم جميعاً، كل جمهورنا العزيز، ونشكر أفراد المبادرة فرداً فرداً.
لقد قدمنا موجزاً سريعاً لما حققناه خلال السنة الماضية ونعدكم بأن نسعى بكل طاقاتنا من أجل تحقيق المزيد هذا العام.