هل تعلمون أن الدفاع عن حقوق المرأة هو أمر مصيري حتى الآن؟ هل تعلمون كم عدد النساء المتعرضات للعنف حول العالم؟
العنف ضد المرأة مشكلة عالمية الانتشار، مشكلة موجودة ومتأصلة منذ القدم ولا تزال مستمرة حتى هذا اليوم. حتى الآن، حتى ساعة كتابة هذا المقال، توجد فتاة على الأقل أو عدة فتيات يتعرضن لشكل من أشكال العنف. وإن لم نرفع صوتنا ونطالب بحقوق المرأة ونسعى للمساواة فإن العنف سوف يستمر وقد يزداد خطورةً وانتشاراً.
”هناك حقيقة كونية واحدة، تنطبق على جميع البلدان والثقافات والمجتمعات: أن العنف الموجه نحو المرأة غير مقبول، ولا يمكن التماس أي عذر مقبول له، ولا يمكن تحمله.“
- بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة 2008. [1]
تشير التقديرات العالمية المنشورة من منظمة الصحة العالمية (WHO) أن واحدة من كل 3 نساء حول العالم تتعرض في حياتها للعنف البدني و/ أو العنف الجنسي على يد الشريك أو غير الشريك. [2]
تعرف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه أي فعل عنيف نابع من التعصب الجنسي. وقد يكون تعنيف نفسي، جسدي، جنسي، اقتصادي ويترتب عليه أذى أو معاناة المرأة. وذلك قد يكون في الحياة العامة أو الخاصة. [2]
ونتيجة لذلك نشأ مصطلح العنف القائم على النوع الاجتماعي (GBV) والعنف ضد النساء والفتيات (VAWG). وللتوضيح يشير ال GBV إلى كل فعل ضار موجه ضد فرد أو جماعة بسبب نوعهم الاجتماعي. وهو ناتج بشكل أساسي عن عدم المساواة المبنية على النوع الاجتماعي والقوالب النمطية أو المعايير والأدوار الاجتماعية في كل مجتمع. وفي حين تعاني النساء والفتيات بشكل كبير من هذا العنف إلا أنه يمكن استهداف الرجال والفتيان أيضاً.
بينما يُعرف ال VAWG على أنه أي فعل من أفعال العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يؤدي إلى أذى أو معاناة للنساء والفتيات بشكل خاص. [3]
كما ذكرنا فإن العنف يتجسد بعدة طرق وقد تتداخل أو تتواجد عدة أنواع منه معاً. من أشكال العنف ضد المرأة:
والهدف الأساسي من العنف المنزلي اكتساب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة على الشريك. ويشمل العنف الاقتصادي مثل السيطرة على الموارد المالية وحجب الوصول للمال. العنف النفسي والعاطفي مثل الإهانات والشتائم والتلاعب الذهني والضغط النفسي. العنف الجسدي والجنسي مثل الضرب أو استخدام القوة البدنية لإيذاء الشريك والإجبار على المشاركة بفعل جنسي. [3]
غالباً ما تكون هناك دلالات سابقة في تصرفات الشريك ووجود تصاعد في العنف وحب السيطرة.
وقد تُقتل الأنثى من قبل أحد أفراد أسرتها أو أسرة زوجها لغسل "العار" الذي جلبته وهو ما يُعرف بجريمة الشرف. بالإضافة إلى ذلك، يقع الاتجار بالبشر وتشويه الأعضاء التناسلية للمرأة وزواج القاصرات وغيرها الكثير تحت عنوان العنف ضد المرأة.
يترتب على العنف الذي تتعرض له المرأة نتائج جسيمة حتى بعد أن تنجو منه، كما أن له نتائج وخيمة على الأطفال سواء أكانوا يتعرضون للتعنيف مع أمهاتهم أو أنهم مجرد شاهدين للعنف. قد تكون قصيرة أو بعيد المدى، نذكر من آثار العنف على المرأة:
اقرأ أيضاً: عمل المرأة.
بهدف منع العنف ضد المرأة فقد نشرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عام 2019 الإطار المعنون "احترام المرأة" (RESPECT). وذلك بتأييد 12 وكالة أخرى من وكالات الأمم المتحدة والوكالات الثنائية. وهذا الإطار موجه إلى راسمي السياسات. ويمثل كل حرف من حروف كلمة (احترام) واحدة من الاستراتيجيات السبع المتبعة التالية:
ا- إرساء مهارات تعزيز العلاقات.
ح- حماية النساء وتمكينهن.
ت- تقديم الخدمات.
ر- الريادة في الحد من الفقر.
ر- الريادة في ضمان بيئة مساعدة (المدارس، أماكن العمل، الأماكن العامة).
ا- الأطفال والمراهقين محميون من الإساءة إليهم.
م- المفاهيم والمعتقدات الإيجابية.
وفي الختام نود ذكر أن الأزمات الإنسانية والتشريد الجماعي كلها تساهم في تفاقم معدلات العنف. على سبيل المثال، فقد ارتفعت حالات العنف المنزلي منذ بداية جائحة كوفيد-19. [2]
وفي سورية، بحسب اليونيسيف فقد كانت نسبة زواج القاصرات تبلغ 13% قبل بداية الحرب وفي عام 2019 بيّن برنامج مناهضة العنف في الأمم المتحدة أن هذه النسبة ارتفعت لتصل إلى 46%. ورغم عدم توافر التقارير إلا أن معاناة وتعرض النساء السوريات للعنف بمختلف أشكاله في تزايد مستمر. [4]
ولكن لا "عادات" ولا قوالب نمطية تسمح للخطأ بأن يصبح صحيحاً. القتل جريمة. العنف جريمة. التنمر جريمة. السكوت وعدم التدخل خطأ. عدم المساعدة خطأ. حالياً الكثير من النساء تُضرب وتُعنف وتُقتل. لذا دعونا نعمل على حماية ودعم النساء. دعونا نقوي ونشجع النساء. لأنهم قبل كل شيء بشر. مثلكم ومثلنا. وبالتأكيد لديهم حقوقهم.
حقوق المرأة هي حقوق الإنسان. ونحن كمبادرة تركز على الارتقاء بالنساء عموماً وخصوصاً السوريات نرغب بأن نقول لكِ أننا موجودون. لن نتوقف حتى تعاملي على قدم المساواة مع غيركِ. لذا تشجعي، وانهضي وحاولي. لا تيأسي.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] WHO PDF
[2] WHO
[3] UNWomen
[4] Suwar