بالتأكيد إن العنف موضوع معقد لذا ظهرت خلال التاريخ مفاهيم ونظريات مختلفة لمحاولة تفسيره. (من اعتقاد ابن خلدون بأن البشر لديهم نزعة طبيعية للعنف. ورؤية هوبز أن الطبيعة الإنسانية مشبعة بالعنف. إلى رؤية جان جاك روسو بأن البشر خيرون بطبيعتهم وفسادهم ناتج عن الحضارة الإنسانية. وأيضاً يرى دوركهايم أن العنف هو عبارة عن ظاهرة ثقافية ترافق وجودها مع مسيرة التطور الاجتماعي. [1]
ما رأيكم؟ هل المجرمون، القتلة، المغتصبون، المختلون يولدون فطرياً بهذه الطريقة؟ أم أنهم يختارون أن يصبحوا هكذا بإرادتهم؟
لعلّ كل من يقرأ هذا المقال لديه تعريفه الخاص عن العنف، لكن وجب هنا ذكر تعريف عامّ به. العنف هو ممارسة أي فعل ضار ومؤذٍ من الناحية الجسدية، الجنسية، النفسية أو حتى التهديد بها. والعنف له أنواع كثيرة ومصطلحات أكثر، والتي قد تتداخل مع بعضها البعض. إذ لدينا العنف المنزلي، والعنف النفسي، وغيرها الكثير.
بينما لدينا مصطلح العنف القائم على النوع الاجتماعي GBV، والعنف ضد النساء والفتيات VAWG كأكثر المصطلحات استخداماً. كما سبق وذكرنا حاول الكثير من الأفراد تفسير أو وضع سبب واحد على الأقل وراء العنف. إذ بهذه الطريقة يمكننا فهمه ومعالجة أسبابه. لكن ما العمل إذا الشخص لديه نزعة للعنف بشكل وراثي؟ لنرَ معاً.
Biomedical researchers, sociologists, and psychologists have been searching for genetic markers responsible for violent behavior in humans. Advances in neurochemistry and imaging technology have shown that many psychological or emotional and control disorders are associated with disruptions to normal brain activities. As a result of different gene expressions, chemical imbalances, and environmental factors. Among these disorders: are violence, suicide, depression, and stress. According to a meta-analysis, up to 50% of the total diversity of aggressive and violent behavior can be explained by genetic influences. The expression of certain genes in the brain can also vary depending on our genetic type and environmental factors.
إذ من خلال عدة دراسات تم كشف ما يلي:
انخفاض مستويات MAO-A يرتبط مع وجود تصرفات غير اجتماعية أو معادية للمجتمع. ونوع معين من جين MAO-A وهو (VNTR 2R MAOA) يشكل عامل خطورة للانحراف العنيف (فقط عند الفتيان المتعرضين لضغوطات إضافية).
نوع محدد من ناقل الدوبامين 1 (DAT1) وهو -DAT1*10R- قد يؤدي إلى وجود تصرف أو سلوك انحرافي خطير.
نوع من DRD2 يشكل عامل خطورة لحدوث انحرافات عنيفة (فقط عند تعرض المراهقين والشباب لضغوطات زائدة).
في تحليل لحوالي 900 مجرم، تم إيجاد أن 5-10% منهم على الأقل يملك نوع جيني منخفض النشاط من MAO-A. كما تم ربط العنف أو السلوك العنيف مع جينات أخرى. إلا أن الخبراء يرون أنه من غير المنطقي لبضع جينات أن يرمزوا العنف أو الجريمة. [2]
في كتاب "المجتمع والعنف" والمؤلف من قبل مجموعة من الباحثين الفرنسيين تم التركيز على العنف من وجهة نظر علم النفس، علم الاجتماع وعلم الاقتصاد.
يرى علماء الاقتصاد أن العنف مرتبط بالتنافس لتلبية احتياجات الأفراد الضرورية لضمان بقائهم كما يرتبط بالقوانين الاقتصادية. وقد يظهر العنف في الناحية الاقتصادية للحياة بطرق عديدة، منها:
يرى العنف على أنه قضية معقدة مستعصية التعريف. إذ يلاحظ وجود اختلافات وتباينات بين المجتمعات والثقافات. قد يكون هذا الاختلاف شديداً بحيث يختلف مفهوم "العنف" من مجتمع لآخر جذرياً. كما أن العنف ذا طبيعية مزدوجة برأي علماء الاجتماع. إذ هناك العنف الممارَس من قبل المجتمع كجعل أفراده يمتثلون للقيم والمعايير الاجتماعية السائدة في مجتمعهم ولو بالإكراه. ومن ناحية أخرى، هناك العنف الممارس من قبل الأفراد رفضاً للخضوع لتلك الممارسات. ويتمثل بكسر القواعد، والإخلال بالمعايير، وحتى فعل الممنوع والمرفوض بنظر المجتمع.
يرى علماء النفس أن هناك عقبتين تفصلاننا عن فهم العنف. وهي التركيز على أن الطبيعية الإنسانية واحدة وثابتة دون الاهتمام بالعوامل والظروف الخارجية المحيطة. والثانية هي المعاكسة لها تماماً. وبالتالي يجب التأكيد على ضرورة إيجاد حل وسط بين هذين المتناقضين.
كما يفضلون استخدام كلمة "عدوانية" بدل "عنف" إذ يرون أنها طاقة حيوية يمكن استغلالها وتوجيهها بحسب الظروف الخارجية. أي يمكن استخدامها بشكل إيجابي أو سلبي، إذاً العدوانية ليست شر مطلق. [3]
للتوضيح، إن حضر المريض جلسة واحدة من المعالجة النفسية بالشهر، سينخفض احتمال ارتكابه لفعل عنيف ليصبح 10%. مقارنة ب 14% إن لم يحضر أي جلسة، وهو ليس فارق عظيم. إلا أنه سيصبح 3% فقط إن حضر المريض جلسة واحدة في الأسبوع. مما يجعله أكثر أماناً وأقل خطراً من جارك السليم الذي لا يملك أي اعتلال! [4]
في الختام نود التذكير بأن العنف جريمة إنسانية وأمر خاطئ مهما تنوعت الأسباب وراءه والظروف الدافعة له. هناك العديد من الجهات والمراكز المخصصة لمساعدة من يحتاج. ربما نستطيع بالتربية الجيدة وتقديم الدعم لمن نعرفهم تجنب حالات إضافية من العنف أو الجرائم. لا تواجهوا العنف بالعنف فلا فائدة من ذلك.
♀️ Uplifting Syrian Women Initiative aims at sustainable peace building in Syria through targeting women and providing them with free online courses, workshops, discussion sessions and trainings, with a view to achieving the goals of Gender Equality, Quality Education and Decent Work and Economic Growth, which all fall into the interest of society as a whole and serve the purpose of rebuilding it.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] Annaba
[2] JAX