Uplifting Syrian Women

Asmahan

امرأة من التاريخ: أسمهان

أسطورة الأغنية العربية أسمهان، الروح التي لم تكن تجربتها الأرضية طويلة، لكن صوتها بقي ذكرى طويلة الأمد، كان ومازال قادراً أن يعبّ عمّا نخبئه في قلوبنا، وما نحمله من رسائل في عقولنا، ذلك الصوت بقي ليذكّرنا بجمال وعمق ورقي الأغنية العربية.

لمحة عن حياة أسمهان

آمال فهد الأطرش، أميرة الطرب، وُلدت في عرض البحر وماتت غرقاً، الابنة الوحيدة التي كتبت لها الحياة في عائلة متوزعة جغرافياً في أكثر من بلد. يعود نسب عائلتها إلى آل الأطرش في سورية الذين كان منهم رجالٌ لعبوا دوراً مهماً في الحياة السياسية ومنهم سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، أما والدها فهد الأطرش عمل كمدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، وعلى إثر خلاف وقع بينه وبين السلطات التركية انتقلت العائلة من تركيا للعيش في سوريا، وفي أثناء هذه الرحلة وُلدت أسمهان على متن الباخرة في عُرض البحر المتوسط.

استقرت العائلة في جبل الدروز في سورية إلى حين اندلاع الثورة السورية الكبرى والتحاق الأمير بالثورة، فاضطرت والدتها الأميرة علياء منذر إلى مغادرة جبل الدروز في سورية والتوجه بأولادها إلى مصر، وبعد الحياة السعيدة التي عاشتها العائلة في جبل الدروز، بدأت المعاناة من البؤس والفقر في مصر، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاث. [1]

بدايات أسمهان

لم تكن لأسمهان بداية، إذ خُلقت بصوتٍ تقشعر له الأبدان، وصداه كان عميق التأثير منذ نعومة أظفارها، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مقلدة أم كلثوم ومرددة أغاني عبد الوهاب وشقيقها فريد الأطرش.

في أحد الأيام شاء القدر بأن يسمع صوتها أحد كبار الموسيقيين في مصر عندما استقبل فريد في منزل عائلته الملحن داود حسني، فأثار انتباهه صوت آمال التي كانت تغني في غرفتها، فطلب أن تأتي وتغني من جديد، وعندما غنت أمامه أُعجب بصوتها وقال لها "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تُشهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان". [2]

اقرأ أيضاً: ثريا الحافظ.

إنجازات أسمهان

شاركت أخاها فريد الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين، حيث سبق لها تجربة ذلك مع والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية.
دأت أسمهان بعدها بصوتها السخي والناضج (كما وصفه عبد الوهاب) تسطع في سماء الأغنية العربية. بعد ذلك انقطعت عن الفن لمدةٍ عند زواجها من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، حيث اشترط ذلك عندما انتقلت إلى سوريا، لكن أميرة الطرب لم تلبث طويلاً لتعود مجدداً إلى حياة الفن حينما انفصلت عنه وعادت إلى القاهرة.
حُسن أسمهان وجمال صوتها أتاح لها باب الدخول إلى عالم السينما، فكان فيلمها الأول "انتصار الشباب" عام 1941 مع أخيها فريد الأطرش، وغنت فيه "إيدي في إيدك تسير" و "الشمس غابت أنوارها" والعديد من الأغاني الأخرى.

بعد ذلك عام 1944 مثلت فيلمها الثاني والأخير "غرام وانتقام" وسجلت فيه مجموعة من أجمل أغانيها وأشهرها "ليالي الأنس في فيينا"، حيث عبرت فيها بدفئ صوتها عن سحر اللحظات التي نحظى بها بالنعيم عندما غنت "أدي الحبايب عالجنبين ايه اللي فاضل عالجنة"، كما غنت أيضاً "امتى هتعرف"،" أنا اللي أستاهل"، "مواكب العز"، "أيها النائم" و"يا مين يقولي قهوة". لسوء الحظ، هذا العمل الذي قدم لنا أجمل أغانيها شهدت نهايته نهاية حياة أسمهان.

سجلت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" في فيلم يوم سعيد، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية "ليت للبراق عيناً " في فيلم ليلى بنت الصحراء. ;كما شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت "مجنون ليلى" كما غنت العديد من الأغاني من ألحان محمد القصبجي وهي "يا طيور" و" اسقنيها" و" كلمة يا نور العين" و"فرق ما بينا الزمان" و" كنت الأماني" و"هل تيم البان". [3]

مسلسل أسمهان

على الرغم من أن مسيرتها الفنية لم تكن طويلة، إلى أنها بقيت حاضرةً في عقول الأجيال التي أتت بعدها، إذ تم إخراج مسلسل تلفزيوني عن حياة أسمهان من تأليف نبيل المالح وإخراج التونسي شوقي الماجري، ولعبت الممثلة السورية سُلاف فواخرجي دور أسمهان وأحمد شاكر عبد اللطيف بدور فريد الأطرش وورد الخال بدور الأم. بعض الآراء كانت معارضة بشدة للمسلسل، حيث اعتُبرَ بأنه يشوِّه السيرة الذاتية لأسمهان وصورتها في أذهان جمهورها، ومنهم من اعتبر المسلسل بأنه قريب للحقيقة. [4]

روايات عن أسمهان

تناقلت بعض الروايات حول عملها كجاسوسة، لكن يُرجح بأنها رفضت الاستمرار في أداء المهام الموكلة إليها وتراجعت عن ذلك. كما قيل بأنها أحبت البذخ، وأحبّت عمل الخير أيضاً.
ما أرادت أسمهان الغناء لكسب المال، بل غنت لأجلها، ولأجل أمها ولأجل من تحبّهم. استطاعت بفنها أن تصل إلى المشاعر المكنونة في صدورنا، وصوتها بقي إرثاً للأغنية العربية.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] ERTU

[2] Marefa

[3] Arageek

[4] Syrian Researcher