"تذكر، لا يوجد سببٌ ولا عذر ... عمل الأطفال هو إساءة للأطفال." [1]
علينا أن نكون متعاطفين مع كل الأطفال المجبرين على ترك تعليمهم وطفولتهم لكسب لقمة عيشهم ومساعدتهم بكل السبل المتاحة لذلك ولأهمية مكافحة عمالة الأطفال ولخطر هذه المشكلة تم تكريس اليوم من أجل هذا الهدف.
منظمة العمل الدولية تعرّف عمالة الأطفال على أنها كل عمل يحرم الأطفال من طفولتهم وقدراتهم وكرامتهم وكل ما هو مؤذٍ لصحتهم النفسية والجسدية. في أكثر أشكالها تطرفاً، يمكن أن تشمل عمالة الأطفال استعباد الصغار أو فصلهم عن عائلاتهم أو تعرضهم للمخاطر والأمراض. [2]
هناك ما يقارب 1 من كل 10 أطفال عاملين في جميع أنحاء العالم وما يقرب من نصفهم يعملون في أعمالٍ خطرةٍ تعرض صحتهم ونموهم للخطر بشكل مباشر. يتم عادةً دفع الأطفال إلى العمل لأسبابٍ مختلفة. في أغلب الأحيان، تحدث عمالة الأطفال عندما تواجه الأسر تحدياتٍ ماليةً أو المرض المفاجئ لمقدم الرعاية أو فقدان الوظيفة لكاسب الأجر الأساسي في العائلة. [3]
وفي بعض الحالات تكون الحروب والهجرة وعدم توفر تعليم جيد من المسببات الأساسية لعمالة الأطفال.
وجب التنويه على أنه لا يتم تصنيف كل الأعمال التي يقوم بها الأطفال على أنها عمالة أطفال. لا توجد مشكلةٌ عندما يعمل المراهق على تطوير مهاراته الحياتية دون المساس بصحته أو رفاهيته أو تعليمه. مثل القيام بالأعمال المنزلية أو بعض المهام الصغيرة لكسب المصروف أو الخبرة وهذا النوع من الأعمال مقبول. [4]
أطلقت منظمة العمل الدولية (ILO) اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال في عام 2002 لتركيز الانتباه على المدى العالمي لعمالة الأطفال والإجراءات والجهود اللازمة للقضاء عليها.
في 12 يونيو من كل عام، يجمع اليوم العالمي الحكومات ورؤساء الشركات والأعمال والمنظمات العمالية والمجتمع المدني بالإضافة إلى ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على محنة الأطفال العاملين وما يمكن فعله لمساعدتهم. [5]
كما يتم في كل عام تنظيم العديد من حملات التبرع لجمع التبرعات لمساعدة الأطفال المحتاجين وعائلاتهم. قد يكون ذلك غير كافٍ لإنقاذ هؤلاء الأطفال من الفقر وإعادة حياتهم إلى مسارها، على الأقل ليس جميعهم، لكنه كافٍ لنشر الوعي حول الموضوع ودعم الأطفال.
اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للمحيطات.
إنه من البديهي للعديد أن عمالة الأطفال هي جريمة بحقهم وهي حل غير مقبول، لكن هناك العديد أيضاً ممن يعتقد أنها الخيار الأنسب لكسب لقمة العيش لذا وجب ذكر بعض من مضار عمالة الأطفال.
مهما كسب الطفل من مال وخبرة أثناء عمله المبكر لا يمكن أن يعوّض ذلك المضار التي يسببها عمالة الأطفال و منها ما يلي: تأثيرات على الصحة العقلية والبدنية على الطفل والتي غالباً ما تستمر وتؤثر على حياته كبالغ. تختلف هذه التأثيرات وتشمل القضايا الصحية طويلة الأجل بسبب سوء المعاملة والإصابات وسوء التغذية والإرهاق والأذى النفسي أو التعرض للمواد الكيميائية، من بين أمور أخرى.
التغيب عن المدرسة أو حتى تركها. ويعود ذلك للعديد من الأسباب أهمها هو عدم قدرة الأطفال على الموازنة بين العمل والمدرسة أو اعتقاد بعض العائلات بأن العمل و جني المال أهم من التعليم. [6]
و هذه الحالة مع الأسف ليست نادرة بل هي تقريباً تنطبق على كل حالة من حالات عمالة الأطفال. [3]
على نطاق المجتمع، عادةً ما يعاني ضحايا عمالة الأطفال من الاكتئاب والقلق، مما قد يدفعهم إلى اتباع عادات مدمرة مثل التدخين وإدمان الكحول و تعاطي المخدرات. تؤدي البيئات السيئة أيضاً التي يعمل الأطفال بها إلى تدني احترام الذات و الاكتئاب وصعوبات في العلاقات على مدى الحياة. [7]
علينا جميعاً أن ندرك أن الأطفال العاملين غالباً لجؤوا إلى العمل بسبب ظروف قاسية فوجب التعاطف معهم بدلاً من لومهم لكن في ذات الوقت ذلك لا يعني تبرير وضع طفل في بيئة يتم استغلاله فيها وعلى حساب تعليمه. لذلك على الدول اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحد من هذه الظاهرة والسعي لتأمين التعليم لكافة الأطفال فهو الاستثمار الحقيقي والأهم.
لا يمكن حل أي مشكلة مجتمعية في فترة قصيرة خاصة واحدة كعمالة الأطفال لأنها متشعبة من مشاكل أخرى جذريةٍ أيضاً، لكن الجهود لحل هذه المشكلة قائمة على مدار سنين إلى الآن ويوجد تقدمٌ وإن كان غير ملحوظاً لكنه مبشر.
و بهدف الاستمرار في مكافحة عمالة الأطفال تدعو منظمة العمل الدولية واليونيسيف إلى:
التخلص من هذه الظاهرة التي تسلب الأطفال حياتهم منهم تتطلب سنين من التعاون الدولي. لكن هذا لا يعني أنه علينا ألّا نتطلع إلى واقع أفضل، فلنستغل جميعاً هذا اليوم وكل يوم لمساعدة هؤلاء الأطفال.
يمكننا المساعدة من خلال نشر الوعي حول هذه الظاهرة وهذا ما تسعى إليه مبادرتنا، أو تقديم المساعدة المادية لمن استطاع و التبرع في سبيل مساعدة هؤلاء الأطفال.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[2] The Guardian
[4] Theirworld
[5] United Nation
[6] Humanium