Uplifting Syrian Women

World Environment Day

اليوم العالمي للبيئة

"لا نملك سوى أرض واحدة"

ما هو اليوم العالمي للبيئة؟

أنذرتنا الطبيعة البكر منذ بداية أعمالنا للتطور والتمدن على حساب عطائها الذي تميزت به لقرون، حتى اقتربنا من استهلاك مواردها التي اعتقد أسلافنا أنها دائمة.

" فكلّ ثلاث ثوانٍ، يفقد العالم من الغابات ما يساوي ملعب كرة قدم." ونرى كوكبنا يتحول إلى أراض صناعية أو أراض باهتة صفراءَ تغطيان ما تبقى من خضرة. ولكنها أمنا الأرض ونحن أبناؤها، لا نملك حقاً سوى أرضٍ واحدة. [1]

انطلاقاً من مؤتمر البيئة البشرية الذي عقد عام 1972، بهدف توحيد الجهود للحفاظ على البيئة وتمكينها، وإيجاد حلٍ لمشاكل البيئة، تم الاتفاق على أن الخامس من حزيران هو اليوم العالمي للبيئة، وهو يومٌ يُحتفى به بشراكة الحكومات، المجتمعات شركات وأفراد، وهم أنفسهم الذين يجب عليهم أن يوحدوا جهودهم لكل المشاكل البيئية العالمية.

"...ويمثل وضع ميثاق جديد بيننا وبين الأحياء والعالم مشروعاً ضخماً يتطلب وجود توافق واسع النطاق في الآراء، على الصعيدين التقني والأخلاقي على حدٍّ سواء." سالة المديرة العامة لليونسكو، السيدة أودري أزولاي، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة [2]

ما الضغوطات البيئية التي يتعرض لها كوكبنا؟

إنها أزمات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث. كذلك الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين يؤديان إلى تدهور النظم البيئية للأراضي، وبالتالي الإضرار برفاه الإنسان. فالحقائق التي نغفل عنها مثل:

  • يصبّ ما يقارب 80% من مياه الصرف الصحي في العالم في محيطاتنا وأنهارنا دون معالجة، وهذا ما يؤثر على الكائنات البحرية وتنوعها، حتى يمتد أثره على النباتات اليابسة كذلك.
  • الأراضي الرطبة والقابلة للزراعة وسيلتنا الأساسية لزراعة محاصيلنا والتي لا نملك بديلا عنها إلى الآن، تجفف. وأما ما فقده العالم منها قارب 87% في الـثلاث مئة عاما الماضية. 
  • لا يقتصر سوء تعاملنا مع البيئة على اليابسة، فقد فقدنا ما يصل إلى 50% من الشعاب المرجانية. [3]

ولعل جائحة كوفيد-19 كانت مثالاً قريباً، أكّد لنا أن الطبيعة تتعافى بإبطاء وتيرة حياتنا المدنية والانبعاثات المتزايدة التي نطلقها، التي تدهور المجمعات الخضراء من غاباتٍ وأراضٍ، في الوقت الذي نعاني فيه من ضعفٍ في مواجهة مشاكل عدة.

اقرأ أيضاً: اليوم العالمي لصنّاع السلام.

حلولٌ مقترحةٌ لتخفيف وطأة تلك الضغوط

أن نبدأ من فكرة أننا لا نريد أن تصبح حقوقنا، من الرفاهيات. مثلا الماء النقي للشرب، ينبغي أن نحافظ عليه لجميع البشر مجانا. وبذلك فإن مهمتنا اليوم تتمثل في حماية ما تبقى من البيئة وإبقائها بعيدة التغير المناخي، وانهيار الأنظمة البيولوجية.

اعتبارا منا كأفراد، عاداتنا اليومية البسيطة والتي بإمكان الجميع تحسينها، مثل استزراع الأسطح والشرفات، إعادة بناء الحدائق، إعادة تدوير النفايات، حملات التوعية بمخاطر انهيار النظم البيئية. أن نأخذ بزمام المبادرة مثل قلة من النساء في العالم بما يقدمنه على أرض الواقع أمثال: فاطمة الزلزلة، ليا كارابياس ليلو، نيريا أليسيا غارسيا وغيرهن ممن حصلت على جائزة أبطال الأرض. [4]

ولن يكون ذلك إلا بالنظم البيئية الصحية، بأفعالٍ كبرى تتطلب توحيد الآراء والجهود من الأفراد إلى الدول لإحياء الغابات والأراضي الزراعية، والعمل على الحفاظ على كل ما يعاني خطر الانقراض من الكائنات الحية. النظر بجديةٍ إلى فعالية الحلول المستدامة والطاقات البديلة بوصفها المنقذ من المأزق الخطير الذي نعيشه اليوم.

أما عن الرؤية الرائدة للحلول فإننا إن استثمرنا فيما تبقى لنا من كوكبنا فإننا نستثمر مستقبلنا وما يصب في مصلحتنا وتحقيق سبل العيش والرفاه. "دولار واحد يستثمر في استعادة النظام البيئي، يتوقع أن يعود بسبعة إلى ثلاثين دولاراً" [5]

لماذا نحتفل باليوم العالمي للبيئة؟

إضافة إلى كونه يوماً من الأيام التي نحتفل بها دولياً، بهدف التثقيف بشأن القضايا المهمة، أو حشد الموارد لمعالجة المشاكل، أو تقدير ما أنجزت الإنسانية. إن اليوم العالمي للبيئة يمثل قبل ذلك فرصةً عالميةً للشابات والشباب لخوض نقاشاتٍ مع المختصين وحضور مؤتمراتٍ وأنشطةٍ لرفع وعيهم بالمشكلات وإشراكهم في إيجاد الحلول.

وإيماناً منا ضمن مبادرة الارتقاء بالمرأة السورية نرى ضرورة الأخذ بزمام المبادرة في رفع وعي المجتمع بالمشكلات البيئية، وإشراك النساء في اتخاذ الخطوات الأولى في طريق إيجاد حلولٍ مبتكرة، الأمر الذي يعزز أهدافنا ويصبّ في إطار تحقيقها، ونؤكّد على أهمية دور المرأة بوصفها شريكةً وجزءاً لا يتجزأ مما يلي:

  • في المجتمع: لتعيد التفكير في كيفية استهلاك موارد الأرض المحدودة.
  • في الشركات التجارية: لتطوير نماذج أكثر مراعاةً للبيئة والانتقال إلى الاقتصادات الخضراء.
  • المزارعات والمصنعات: للإنتاج بصورة مستدامة.
  • في الحكومات: للاستثمار في إصلاح البيئة.
  • التربويات: لإلهام الطلاب للعمل، والشباب لبناء مستقبلٍ أكثر مراعاةً للبيئة. [6]

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.