Uplifting Syrian Women

World Food Day

يوم الأغذية العالمي

أفراد يأكلون ويرمون بقايا طعامهم وآخرون يعانون من نقص تغذية. كيف ولماذا؟

لربما يستغرب أجدادنا إذا رأوا الأزمات والمجاعات التي تصيب مختلف الشعوب باستمرار. إذ رغم كل التطور والتقدم الذي أحرزته البشرية إلا أن العديد من الأفراد لا يحصلون على الطعام الكافي في حياتهم اليومية. لعل كل شخصٍ يقرأ هذا المقال يعرف أحداً بالكاد يتمكن من تأمين طعام لنفسه أو لعائلته. لماذا؟ وكيف نستطيع حل هذه المشكلة؟

يوم الأغذية العالمي

لأن الغذاء أساسي لبقاء واستمرار البشرية ولأن حاجتنا له في تزايد مستمر. تحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) بيوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر كل عام. والموافق لذكرى تأسيس هذه المنظمة عام 1945. [1]

ويعد يوم الأغذية العالمي أحد أكثر الأيام احتفالاً به من بين المناسبات العالمية للأمم المتحدة، نتيجةً لتضامن وعمل 150 بلد معاً. وبينما هناك أكثر من 3 مليارات شخص -أي 40% تقريباً من سكان العالم- لا يتمتعون بنظام غذائي صحي. [2]

هناك أيضاً ما يقارب 2 مليار شخص يعانون من وزن زائدٍ أو سمنة. كما أشار السيد شو دونيو -المدير العام للمنظمة- إلى أن 14% من الأغذية يتم فقدها و17% منها يتم هدره. وذلك في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي استضافته المنظمة عام2021. [1]

إذاً هناك طعام كافٍ للجميع، فلماذا هذا التناقض الكبير؟

أهداف يوم الأغذية العالمي

  • زيادة الوعي حول مشكلة الجوع في العالم.
  • زيادة الاهتمام بالإنتاج الغذائي الزراعي وتحفيز الجهود الدولية وغير الحكومية في هذا الاتجاه.
  • تشجيع مشاركة سكان الريف -خاصةً النساء والفئات الضعيفة- في اتخاذ قرارات وإقامة فعالياتٍ تؤثر على ظروف حياتهم.
  • تشجيع التعاون الاقتصادي والتقني في الدول النامية وتحفيز نقل التكنولوجيا لهذه البلدان.
  • تقوية التضامن الدولي والعالمي لمواجهة الجوع، وسوء التغذية والفقر. إضافة إلى الإضاءة على التقدمات في مجال التنمية الغذائية والزراعية. [3]

نسبٌ واحصائيات

  • معدل احتمال تعرّض النساء لانعدام الأمن الغذائي -المعتدل أو الشديد- أعلى بنسبة 15% منه لدى الرجال عالمياً.
  • عانى 193 مليون شخصٍ تقريباً من مستوياتٍ مرتفعةً من انعدام الأمن الغذائي الحاد عام 2021. كما احتاجوا للمساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. بينما واجه أكثر من 500 ألف شخصٍ ظروفاً كارثيةً أي المجاعة والموت.
  • الشعوب الأصلية هي المسؤولة على حوالي 80% من التنوع البيولوجي المتبقي عالمياً. إلا أنها تعاني من ارتفاع معدلات الفقر، وسوء تغذية إضافة إلى عدم امتلاك أراضي.
  • تنتج الأنظمة الغذائية عالمياً ما يقارب ثلث غازات الاحتباس الحراري وتساهم في إزالة الغابات الاستوائية بنسبة 80%. كما أنها السبب الرئيسي لندرة المياه وحدوث التصحر وتدهور التربة والتنوع البيولوجي. [2]

برنامج الأغذية العالمي

برنامج الأغذية العالمي تابعٌ للأمم المتحدة وهو المنظمة الإنسانية الرائدة في مجال المساعدة الغذائية. إذ يركز البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية الطارئة، والإغاثة والتأهيل، إضافةً إلى العمل مع المجتمعات المحلية على تحسين التغذية.

كما يجري البرنامج ثلثي أعماله في الدول المتضررة من النزاعات، إذ سكان هذه البلدان معرضون للإصابة بنقص التغذية. وذلك بمقدار 3 أضعاف مقارنةً مع سكان الدول الخالية من النزاعات.

ولكافة جهوده المثمرة في تغيير الحياة عن طريق مكافحة الجوع ومنع استخدام الجوع كسلاح في الحروب والصراعات. والتي بدورها تمهد الطريق لبناء السلام في المناطق المتضررة من النزاعات. علاوةً على مساعدته 115.5 مليون شخصاً في 84 دولةً عام 2020 وهو أكبر عددٍ منذ عام 2012. حصل برنامج الأغذية العالمي على جائزة نوبل للسلام عام 2020. [4]

فعاليات يوم الأغذية العالمي

يتم إقامة عددٍ كبيرٍ من الفعاليات احتفالاً بيوم الأغذية العالمي كل سنة. بعض فعاليات هذا العام:

  1. مسابقة يوم الأغذية العالمي للصور -في أوروبا وآسيا الوسطى.
    مستمرة من 1 أغسطس وحتى 2 نوفمبر. على سكان هاتين المنطقتين تقديم صورةٍ تحت شعار "تغذية صحية للجميع". للتركيز على إنتاج، تصنيع ومشاركة الطعام بدل التركيز على الطعام نفسه. [5]
    معرض يوم الأغذية العالمي متضمناً صور التقطها سفير FAO ورائد الفضاء Thomas Pesquet.
    إذ سيلقي الضوء على بعض التحديات العالمية التي يواجهها العالم من منظورٍ جديد وهو الفضاء. [6]
  2. مسابقة الملصقات الجدارية ليوم الأغذية العالمي.
    تقديم ملصقٍ يظهر عالماً لا أحد فيه متروك خلف الركب وممكنٌ للجميع الحصول على غذاءٍ صحي بتكلفة مقبولة. كما يجب أن يكون عمر المقدم ما بين 5 و19 عاماً والتقديم متاح حتى 4 نوفمبر 2022. [2]

وغيرهم الكثير من الفعاليات والأنشطة في إيطاليا كندا ودولٍ أخرى.

يوم الأغذية العالمي في سوريا

استنزفت الحرب السورية الأُسر والأفراد في سوريا، والعديد يعاني من الفقر وانعدام الأمن الغذائي. ويوماً بعد يوم يعاني السوريون حتى يحصلوا على غذائهم بشكلٍ يومي. نتيجةً للتدهور الاقتصادي الحاد، والنزوح الجماعي والنزاعات. إذ بحسب WFP يعاني حوالي 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي و1.3 مليون سوري يعانون من انعدام أمنٍ غذائي حاد.

بالتالي يقدم WFP مساعدات غذائية إلى 5.6 مليون شخصٍ في سوريا شهرياً ويوفر وجباتٍ صحيةٍ خفيفةٍ للأطفال في المدرسة. كما يدعم الأسر لاكتساب مهاراتٍ جديدةٍ لكسب الدخل. [7]

كسوريين ندرك أنّ الحصول على طعامٍ كافٍ وصحيّ حق لكل إنسان. علينا أن نسعى بأقصى جهدنا لتحقيق هذا الهدف وعدم التوقف حتى نراه مُطبّقاً على أرض الواقع. ونسعى في مبادرتنا لمساعدة النساء -خصوصاً السوريات- على التعلم وصقل مهاراتهن. عسى أن يساعدهم ذلك في الحصول على فرص عملٍ وتحسين حياتهن عموماً.

اقرأ أيضاً:

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] FAO- News

[2] FAO- World Food Day

[3] GDRC

[4] WFP

[5] FAO- Events P.1

[6] FAO- Events P.3

[7] WFP- Countries