منذ أقدم العصور كان الاهتمام بتأمين مصدرٍ للغذاء هو الحاجة الأساسية الملحة في حياة الإنسان.
أما الآن ومع الارتفاع الكبير في تعداد السكان وزيادة مصادر التلوث وتنوعها أصبح للإنسان مهمةٌ أصعب وهي ليست تأمين الغذاء فحسب بل أيضاً تأمين غذاءٍ يخلو من هذه الملوثات.
قد شهد العالم في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بهذا الموضوع نظراً لأهمية الغذاء السليم في الحفاظ على صحة الجسم وسلامة بنيته وتزويده بالمناعة الكافية لمواجهة الكثير من الأمراض.
كما أن مفهوم سلامة الغذاء يتخطى سلامة الجسم البشري ليشمل انعكاساتٍ مباشرةً على البيئة المحيطة التي تتأثر أيضاً بشكلٍ كبيرٍ بالملوثات.
كما أن سلامة الغذاء ومأمونيته ضروريةٌ للنهوض بصناعات الدول وازدهار تجارتها إذ تُشير التقديرات الأخيرة إلى أن تأثير الغذاء غير الآمن يكلف الاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل حوالي 95 مليار دولارٍ أمريكي في شكل خسارةٍ في الإنتاج كل عام. [1]
انطلاقاً من سعي منظمة الصحة العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في توفير متطلبات الأمن الغذائي للشعوب نحتفل كل عامٍ بتاريخ 7 يونيو باليوم العالمي لسلامة الغذاء. سعياً للفت انتباه المجتمعات حول أهمية اكتشاف وإدارة المخاطر التي تنتقل عن طريق الأغذية. والمساهمة في الحفاظ على صحة الإنسان بالإضافة لتحقيق الازدهار الاقتصادي للدول، والوصول إلى الأسواق. [1]
وفي عام 2020، اعتمدت جمعية الصحة العالمية كذلك مقرراً إجرائياً بهدف تعزيز الجهود في مجال سلامة الأغذية من أجل الحدّ من الأمراض المنقولة بالأغذية. كما تعمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بشكلٍ مشتركٍ على تيسير الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الغذاء بالتعاون مع الدول الأعضاء والمنظمات المعنية الأخرى. [2]
تتعدد ملوثات الغذاء بأنواعها وتختلف تأثيراتها على البيئة وصحة الإنسان. عادة ما تكون الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية معديةً أو سامةً بطبيعتها وغالباً لا يُمكن رؤيتها بالعين المُجرّدة.
فمنها ملوثات بكتيريةٌ أو فيروسيةٌ أو طفيليةٌ أو مواد كيميائيةٌ. تدخل هذه الملوثات جسم الإنسان عن طريق الطعام أو المياه الملوثة بها لتسبب له أمراضاً متنوعةً يبلغ عددها تقريباً 200 مرضاً.
من هذه الأمراض نذكر: الإسهالات والتسممات والأمراض الطويلة الأجل كالسرطانات. [2]
اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للبيئة.
حسب الاحصائيات العالمية فإن الفئات الأكثر تأثراً بهذه الظاهرة هي الفئات الضعيفة والمهمشة لا سيما النساء والأطفال والمهاجرون والسكان المتضررون من النزاعات بالإضافة إلى السكان منخفضي الدخل. سنوياً؛ يصاب ما يعادل 600 مليون إنسانٍ حول العالم بالأمراض المنقولة بالغذاء ويبلغ عدد الوفيات 420,000 شخصاً سنوياً. وأما الأطفال دون سن الخامسة فيتحملون عبء 40% من الأمراض المنقولة بالغذاء مع 125,000 حالة وفاةٍ سنوياً.
إن سلامة الأغذية مسؤوليةٌ مشتركةٌ بين الحكومات والمنتجين والمستهلكين. ومن الإجراءات التي يمكن أن تساعد:
إن سلامة الأغذية تعني بقاء الأغذية آمنةً في كل مرحلةٍ من مراحل السلسلة الغذائية من الحصاد والتصنيع والتخزين والتوزيع وصولاً إلى الإعداد والاستهلاك. [1]
وبالتالي فإن الحفاظ على سلامة الغذاء مسؤوليةٌ مشتركةٌ لأن صحتنا وصحة الأجيال القادمة وسلامة بيئتنا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمقدار وعينا ومبادرتنا للحد من هذه الظاهرة.
لقد ساهمت الجهود العالمية في زيادة الوعي المجتمعي حول خطورة التلوث الغذائي ونحن في مبادرة Uplifting Syrian Women نهدف لتعزيز هذا الوعي ونشره ضمن مجتمعنا السوري سعياً منا لتحقيق أهداف مبادرتنا التي تسعى إلى التوعية بأهمية الاستدامة من خلال بعرض هذه المنشورات التوعوية على كافة قنواتها لتكون المعرفة متاحةً للجميع.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر