" نرتدي ستر النجاة ونهرب من الموت إلى الموت، يردد على مسامعنا لاجئون نازحون وأجانب" [1]
عندما تُجبَر على تغيير حياتك والبدء من جديد خوفاً من الموت، فإن النتيجة قد لا تكون مضمونةً بحصولك على حياةٍ رغيدةٍ وجيدة، ربما تعاني من الكثير من المشاكل منها العنصرية وصعوبة الاندماج بحياةٍ جديدة.
يعرف اللاجئ بأنه الشخص الذي فر من بلده ولا يقدر على العودة إليه تجنباً للمعاناة نتيجةً لموقفه السياسي أو عرقه أو دينه أو معتقداته.
غالباً ما يواجه هؤلاء الأشخاص خطراً كبيراً عند العودة إلى بلدانهم لذلك يتم الاعتراف بهم كلاجئين ويتم إعطائهم حق اللجوء وقد يؤدي عدم الاعتراف بهم إلى عواقب وخيمة في كثير من الأحيان.
وقد حددت اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع الحقوق الأساسية التي يجب على الدول المستضيفة تأمينها للاجئين وأهمها أنه لا يجب طرد اللاجئين أو إعادتهم إلى بلدانهم أو إلى أوضاعٍ قد تشكل خطراً على حياتهم، بالإضافة إلى تأمين حقوق الإنسان الأساسية لهم ومساعدتهم على العيش بكرامةٍ وإيجاد حلولٍ بعيدة المدى من أجل العيش باستقرار.
وفي كثيرٍ من الأحيان يتم الخلط بين مفهوم اللجوء والنزوح والهجرة، أما النازح فهو الشخص الذي أُجبر على ترك منزله بنفس الأسباب التي دفعت اللاجئ لذلك ولكن النازح لم يغادر حدود بلده وبذلك تبقى مسؤولية حمايته وتقديم العون والمساعدة له هي مسؤولية حكومته، والمهاجر هو الشخص الذي يغادر بلده الأصلي أو البلد الذي يعيش به ليس بسبب المخاطر التي يتعرض لها أو الاضطهاد ولكن بسبب الرغبة في تحسين الظروف المعيشية والحصول على حياةٍ أفضل. [2]
لربما تكون أكبر مشاكل اللاجئين حول العالم تخلي الدول العظمى حول العالم عن التزاماتها الدولية والقانونية فيما يتعلق بحماية اللاجئين وطالبي اللجوء بالإضافة إلى ازدياد عدم الترحيب باللاجئين إذ تجرّم الكثير من الحكومات الهجرة وتلقي اللوم على اللاجئين وتُعلن أن بلدانها مُغلقةٌ أمام طالبي اللجوء فيتم التعامل مع الأشخاص الباحثين عن الأمان على أنهم مجرمون. [3]
وفقاً للإحصائيات ففي عام 2017 شُرِّد شخصٌ واحدٌ قسراً في كل ثانيتين بسبب الحرب أو الاضطهاد أو العنف، وغادر 16.2 مليون منازلهم ليصل العدد الإجمالي العالمي إلى 68.5 مليون وارتفع عدد اللاجئين خارج بلدانهم إلى 2.9 مليون وهي أكبر زيادة شهدتها وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. [4]
أما على صعيد سوريا، ومن بين جميع مخيمات اللجوء السورية فإن مخيمات اللجوء في الشمال السوري تتعرض لأكبر قدرٍ من المشاكل ولا سيما في فصل الشتاء، إذ ذكرت مصادر أن مخيمات اللجوء انهارت بسبب الثلوج والأمطار واضطر الأطفال للمشي على الجليد بملابس غير مناسبة. [5]
بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها السوريين في الخارج، تزداد معاناة النساء اللواتي فقدن أزواجهن نتيجة الوفاة أو أسباب أخرى جعلتهن المسؤولات عن تدبير المنزل، بالإضافة لعدم امتلاك معظمهن القدرة على تأمين لقمة عيشٍ بسبب عدم امتلاك مهارة عملٍ مناسبةٍ مما يؤدي إلى زيادة نسبة تعرضهن إلى العنف الجسدي أو الاستغلال الجنسي مقابل الحصول على مقومات الحياة الأساسية، ولا تتوقف المشاكل على النساء فقط إذ تتعرض الفتيات في مخيمات اللجوء إلى عدة مشاكل أهمها مشكلة الزواج المبكر أو القسري بسبب تردي الأوضاع المادية وتغير طبيعة العلاقات الاجتماعية بالإضافة إلى تردي فرص التعليم لدى الفتيات بسبب رفض الأهل إرسالهن إلى المدارس بسبب تدني القدرة المادية أو الخوف عليهن. [6; p. 20]
في سوريا ونتيجة للحرب المستمرة منذ 11 سنة ووفقاً لإحصائيات عام 2021، غادر أكثر من 5.5 مليون سوريٍّ خارج البلاد معظمهم إلى دول الجوار ولا سيما تركيا والأردن ولبنان وتتضارب الأرقام التي تقدمها وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والأرقام التي تقدمها حكومات الدول المستضيفة. [7]
وبالنسبة للنساء والأطفال لكونهم الشريحة الأضعف في كل النزاعات والحروب تشير الأرقام إلى أن حوالي 50.7% من اللاجئين السوريين هم من النساء و55% هم من الأطفال دون سن الثمانية عشر عاماً، ربع النساء اللاجئات السوريات تدرن بيوت اللجوء بمفردهن و78% من الأشخاص المسجلين لدى الأمم المتحدة لتلقي مساعدات اللجوء هم نساء. [6; p. 20]
احتفل في هذا اليوم لأول مرة في عام 2001 بسبب مرور 50 عاماً وضع اتفاقية اللاجئ في عام 1951، ويلقي هذا اليوم الضوء على محنة هؤلاء الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم وحياتهم خوفاً من الموت، وذلك لتأكيد حقوق اللاجئين ومدى أهميتهم في المجتمعات الدولية وأهمية تخصيص جزء من الدعم المجتمعي للاجئين من أجل مساعدتهم على النجاح وليس فقط النجاة. [8]
وتتجلى أهمية هذا اليوم في تذكير العالم بوجود أشخاصٍ يعانون بشكل يومي للحصول على أقل الحقوق الأساسية للبشر من مسكنٍ وملبسٍ وماءٍ صالح للشرب وكيف أنه توجد عدة طرق لدمج اللاجئين بالمجتمعات ومساعدتهم على الحصول على فرص حياة كريمة لهم ولعائلاتهم بالإضافة إلى زيادة الجهود الرامية إلى إحلال السلام بين الدول مما يخفف من أزمات اللجوء. [9]
اقرأ أيضاً: اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع.
انطلاقاً من مبادئ مبادرتنا والتي تسعى إلى حصول النساء السوريات على أفضل حياة ممكنة، فإن المبادرة ترى باليوم العالمي للجوء يوماُ مهماً للتذكير بأهمية هذا الموضوع للمجتمع الدولي وبصيصَ أملٍ لتحسين الظروف التي يعاني منها اللاجؤون ولا سيما النساء والأطفال، وكما أن المبادرة مستعدة دائماً للمساعدة لحل أي قضية تتعرض لها النساء عن طريق الاستمارة الموجودة على حسابات المبادرة على منصات التواصل الاجتماعي سعياً وإيماناً بأنه لا بد من تحقيق أفضل حياة للنساء السوريات.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] Aljazeera
[2] E3arabi
[3] MSF
[4] BBC News- Figures and facts
[5] BBC News
[6] Arabic Report
[7] DW.com
[8] UNHCR
[9] History-hub