بطالة الشباب، إحدى أهمّ المشكلات التي نعيشها في عصرنا الحالي والتي يكاد لا يخلو أيُّ مجتمعٍ منها. بالإضافة لكونها مشكلةً اقتصاديةً تواجه جيل الشباب تعتبر أيضاً مشكلةً نفسيةً واجتماعيةً وسياسيةً. وبالتالي تهدِّد استقرار الأمم والدول.
قال فلاديمير دروبنجاك، نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة: "إن ضمان فرص العمل الكافية وتوفير العمل اللائق للجميع هو أحد أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجهها الدول اليوم." [1]
البطالة هي عدم الحصول على فرصة عمل على الرغم من البحث الدائم عنه وتوافر القدرة على القيام به. وهي ظاهرةٌ اقتصاديةٌ نشأت بسبب اختلال التوازن بين معدل الطلب والفرص المتاحة.
منذ عام 1975 أصبحت البطالة جزءاً أساسياً من الواقع الاقتصادي العام لا يمكن فصلها عنه. كما تم وضع حدٍّ رئيسيٍّ يدعى "معدل البطالة الطبيعي" الذي لا يمكن التقليل منه دون التسبب بتضخم في الدولة. ولا يعتبر كل من لا يعمل عاطلاً عن العمل، بل يجب أن يكون باحث وساعٍ بشكل فعلي للحصول عليه. الطلاب والتلاميذ وكل من لا يبحث عن عمل ولا يريده واستغنى عن فكرة العمل لا يعتبر عاطلاً عن العمل. [2]
تصدّرت الدول العربية بأعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم. حيث بلغ معدل البطالة فيها ما يقارب ضعف المعدل العالمي. وقد تزايد بمقدار 2.5 مرة أسرع من المتوسط العالمي بين عامي 2010 و2021. الأمر الذي يستنزف وبشكل كبير إمكانات المنطقة الاقتصادية. لأنه وبهذا الشكل تكون المنطقة غير قادرةٍ على استغلال كامل طاقتها من شبابها. أو الاستفادة منهم لتحقيق نموها الاقتصادي واستقرارها وسلامها.
وتبعاً لهذا ستحتاج المنطقة إلى إيجاد وتوفير 33.3 مليون فرصة عمل بحلول 2030. وذلك لخفض معدل البطالة إلى 5%. أحد أهم الأسباب التي تسببت بهذه النتائج هي أنظمة التعليم والمناهج المتبعة حالياً. والتي لا تتناسب مع التطورات الحاصلة والتقدم المؤثر بسوق العمل. ولا تضيف للشباب أي مهارة فعالة تقودهم للنجاح في ظل الاقتصاد الحالي. [3]
تشكل نسبة البطالة المرتفعة بين الشابات في المنطقة العربية مشكلة شديدة التأثير والإعاقة للمجتمع ككل. وبالمقارنة ما بين نسبة البطالة بين الرجال مع نسبتها بين النساء سنلاحظ الفارق الكبير جداً فيما بينهما. فقد وصل معدل بطالة النساء حوالي 47.9% وأما الرجال 23.2%!
وهذا الفرق يشكل فجوة كبيرة في المعدلات. وبدراسة الأمر يتبين أنَّ هناك مظاهر كثيرة جداً مثل القيود الاجتماعية والثقافية التي تعاني منها المرأة، ومنها عدم الالتزام بتحقيق المساواة بين الجنسين شكّلت سبباً رئيسياً لذلك.
كل هذه المظاهر شكّلت عائقاً كبيراً أمام خيارات المرأة وأجبرتها على اختيار فروع تعليمية محددة أكثر من غيرها، فأحكمت بذلك من قيودها وأغلالها تحت اسم "المهن غير المناسبة للمرأة". والتي منعتها من خوض غمار العمل والتحصيل العلمي في أماكن تعتبر على حد زعمهم حكراً على الرجل. [4]
مشكلة البطالة في الاقتصاد السوري هي مشكلةٌ متجذرةٌ فيه منذ عقود. ولكن مع اندلاع الحرب وتدهور الاقتصاد ازدادت حدّة هذه المشكلة بشكل خطير. فالحرب في سوريا خلّفت دماراً كبيراً وحمّلت البلاد تكاليف باهظة الثمن خلال العقد الماضي. وتزايد معدل البطالة الذي كان 20% عام 2010 حتى 78% في عام 2015! [5]
في هذا الوضع المتأزم للاقتصاد السوري اليوم لا بد من اتخاذ خطوات جدية فعالة في حل أزمة البطالة. وذلك بالتركيز على زيادة معدلات الاستثمار في الاقتصاد السوري. إضافة إلى تحسين ظروف سوق العمل، ورفع مستوى التنمية البشرية والتطوير العلمي التقاني في الفروع الاقتصادية كلها. [6]
مبادرة Uplifting Syrian Women مؤمنة ومتيقنة من حق كل فرد بالحصول على فرصة للعمل وخاصةً النساء، بعيداً عن تأثير النوع الاجتماعي في مجالات التعليم والعمل. وتحرص من خلال نشاطاتها على تقديم مهارات فعالة للشباب تمكنهم من دخول سوق العمل. لأنّ النفع في ذلك يعود ليس على الأفراد بشكل خاص وإنما سيشمل المجتمع ككل. كما سيشكل خطوة قوية في سبيل تحقيق سلام مستدام على أرض الواقع.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] UN News
[2] Aljazeera
[3] UNICEF
[4] ESCWA
[5] Arab Reform